3ـ كيف للإنسان أن يتنازل عن زيارة الأربعين لخوف أو غيره وقد جاءت روايات
كثيرة عن أهل البيت عليهم السلام في الحثّ على زيارة الحسين عليه السلام لاسيما في
يوم الأربعين مهما كانت الظروف والأحوال وأن لا يدع الإنسان هذه الزيارة حتى مع
الخوف من السلطان.
فقد نقل العلاّمة المجلسي في البحار عن زرارة قال: قلت لأبي جعفر: ما تقول
فيمن زار أباك على خوف؟ - يقصد زائر الحسين عليه السلام - قال: «يؤمنه الله يوم الفزع
الأكبر وتتلقاه الملائكة بالبشارة ويقال له: لا تخف ولا تحزن هذا يومك الذي فيه
فوزك»([172])، وغير هذا الحديث من
الأخبار كثير وقد أشرنا إلى بعضها في فصل سابق من هذه الدراسة.
4ـ ولو سلّمنا - جدلاً - أنّه إلقاء للنفس بالتهلكة فإن هذا الأمر يتم
تشخيصه وبيانه من خلال أهل الاختصاص حيث يدرسون الحدث من كل جوانبه وبالتالي إذا
كانت الفوائد المترتبة على إقامة هذه الشعيرة على أضرارها هي الأكثر فلا ريب سوف
يشخصون أن المصلحة في بقائها وإذا كان العكس فلربما يشخصون المصلحة