وهكذا ترى معي أيّها القارئ العزيز كيف تولى هذا الشهيدُ الحسين عليه
السلام السبطَ، وكيف تبرأ من عمر بن سعد وهكذا فكل من يمشي إلى الحسين عليه السلام
إنما يجسّد هذه المقولة «إني للحسين ناصر ولابن سعد تارك وهاجر».
2ـ
التسليم والطاعة لأهل البيت عليهم السلام عليهم السلام
وهذا موقف ديني وعقائدي آخر يمكن لنا أن نتلمسه في
حركة الزائرين نحو الحسين عليه السلام حيث يقروّن لهم بالطاعة والتسليم كما سلّم
لهم وأطاعهم المؤمنون عبر التاريخ مستجيبين بذلك إلى نداء الله عز وجل حيث يقول: يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي
الْأَمْرِ مِنْكُمْ([146]).
وهذا التسليم هو تسليم حقيقي نابع من
القلب وهذا ما يمكن أن يفهم من قول الإمام الصادق عليه السلام في زيارته: «وقلبي لقلبكم سلم وأمري
لأمركم متبع ونصرتي لكم معدة حتى يأذن الله..»([147]).
بل إنّ الأمر لا
يتوقف عند ذلك التسليم فقط بل يتعداه إلى ما
[145] إبصار العين في أنصار الحسين للشيخ محمد السماوي: 172.