أيام
الحداد على أبي. فأقتل يعقوب أخي). وجاء من أخبر رفقة بكلام عيسو، فاستدعت يعقوب
وقالت له: (أخوك ينوي أن يقتلك. والآن اسمع لكلامي يا ابني، فقم اهرب إلى لابان
أخي في حاران، وأقم عنده أياما قليلة حتى يهدأ غضب أخيك فإذا هدأ غضب أخيك ونسي ما
فعلت به أرسل وآخذك من هناك. لماذا أفقدكما في يوم واحد؟)
قال الحكيم: يكفيني ما
قرأته.. هل ترى هذا سلوك نبي أبي أنبياء!؟.. نحن المسلمين لا نقول هذا .. بل ننزه
الأنبياء عن كل خطيئة صغيرة كانت أو كبيرة..
لقد ذكر بعض علماء
المسلمين.. وهو ابن حزم.. في نقد لاذع وتحليل رائع، ما في هذا النص من أكاذيب
وخرافات ومتناقضات فقال: وفي هذا الفصل فضائح وأكذوبات وأشياء تشبه الخرافات، فأول
ذلك اطلاقهم على نبي الله يعقوب ـ عليه السلام ـ أنه خدع أباه وغشه وهذا مبعد عمن
فيه خير من أبناء الناس مع الكفار والأعداء، فكيف من نبي مع أبيه وهو نبي أيضا؟!
هذه سوءات مضاعفات.
ثانيا: اخبارهم أن بركة
يعقوب إنما كانت مسروقه بغش وخديعة وتخابث، وحاشا للأنبياء عليهم السلام من هذا.
ولعمري انها لطريقة اليهود، فما تلقى منهم إلا الخبيث الخادع والشاذ.
ثالثا: اخبارهم أن الله
أجرى حكمه وأعطى نعمته على طريق الغش والخديعة، وحاش لله من هذا.
رابعا: أنه لا يشك أحد في
أن إسحق ـ عليه السلام ـ لما بارك يعقوب حينما خدعه، كما زعم النذل الذي كتب لهم
هذا الهوس، إنما قصد بتلك البركة عيسو، وأنه دعا لعيسو لا ليعقوب. فأي منفعة
للخديعة ها هنا؟ لو كان لهم عقل.