قال: لا.. لقد ذكرت لك بأنه أشبه الناس بمعلم السلام، بل لعله معلم السلام عينه، فقد كان يحضر، فلا نعرف من أين جاء، ويذهب، فلا نعرف أين ذهب.
قلت: وأولئك الطيبون الذين ملأوا ميدان الحرية؟
قال: لم يغادروه.. هم لا يزالون فيه إلى اليوم.
قلت: فميدان الحرية لا يزال قائما إذن؟
قال: نعم.. هو لا يزال قائما.. ولكن اسمه فقط هو الذي تبدل..
قلت: تبدل الاسم!؟
قال: أجل لقد تحول من (ميدان الحرية) إلى (معتقل..)
قلت: هل ندموا على الحرية التي فتحوها للناس؟
قال: لقد عرفوا أن الإسلام لا ينتشر إلا في وسط ممتلئ بالحرية، ولذلك سارعوا يكفرون عن خطيئة الحرية، وما جرت عليهم من ويلات.
قلت: ولكني لا أزال أسمع بأن في بلادكم حرية.
قال: نعم.. أنت حر في أن تكفر، أو أن تسب محمدا.. بل أنت حر في أن تسب المسيح