ومن حقوق الأسير
في الإسلام عدم تعريضه للتعذيب بغير حق، ولم ينقل في الشرع أنه أُمر بتعذيبهم..
قال دوج: نبيكم لم يعذب
الأسرى، ولكنه قتلهم.
قال الحكيم: نعم.. لقد قتل
النبي بعض الأسرى، وذلك لأن لهم سوابق وجرائم استوجبت قتلهم، ومع ذلك، فإن النبي (ص) لم يقتل من الأسرى خلال حروبه الطويلة إلا عددًا
قليلاً كانوا من أكابر عتاة المشركين وقادة الحرب الضروس الفاجرة ضد الإسلام
وأهله، ويمكن أن نطلق عليهم حسب التعبير المعروف اليوم (مجرمي حرب)
التفت إلى دوج، وقال: هذه
بعض حقوق الأسرى في الإسلام، فقارنها بما شئت من اتفاقات دولية.. ولا تنسى
مقارنتها بالواقع كذلك، فأكثر اتفاقات البشر مأسور لم يمن عليه بالخروج من الورق،
ومن قيود الحبر.
قال رجل من الجمع: فحدثنا
عن الخلق الرابع.
قال الحكيم: الرحمة..
ابتسم دوج، وقال: الحرب
قتال.. فكيف تصاحبها الرحمة؟
قال الحكيم: عندما يمارس
المجاهد النبيل ما تتطلبه الحرب من قتال لا يمارسه بقسوة، وإنما يفعل ذلك من باب
الضرورة.. يفعله، وهو يود في كل لحظة أن يتوقف خصمه عن قتاله ليكيف عن قتاله.
لقد ذكر الله تعالى ذلك،
فقال:﴿ وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ
إِنَّهُ هُوَ