قلت: إن لهجته
غريبة، وهي تدل على أنه ليس من أهل هذه البلاد.
قال: ذلك صحيح.. ولكنه
يتقن جميع اللغات.. بل تستطيع أن تطلق عليه قاموس لغات.
قلت: ومن أين هو؟
قال: لقد ذكر لي بعض من
سكن هذه الدار بأنه من نجد.. وقد كان بعض سلفنا يطلق عليه لقب (الشيخ النجدي)([8])
قاطعنا الرجل، وقال: تعال
أريك شيئا..
سرت معه، ففتح خزانة
مملوءة بالمخطوطات القديمة، وقال: انظر هذه المخطوطات.. إنها جميعا حروب ساخنة ضد
محمد ودين محمد.
قلت: من كتبها؟
قال: كثيرون هم.. منهم
يوحنا الدمشقي، وتلميذه أبو قره، ويوحنا النقيوسي، ويحى بن عدي.. ومنهم ثيوفانس
المعترف، ونيقتاس البيزنطي، وجرمانوس.. ومنهم ايزدور الأشبيلي، وأولوخيو، وبول
الفارو.. ومنهم بدرودي الفونسو، وسان بدرو باسكوال، وريكولدو دي مونت كروس، ورامون
مارتي، وريموندلول، ووليم الطرابلسي، ووليم الصوري، ووليم آدم،
[8] نريد بالشيخ النجدي هنا
الشيطان الذي حضر اجتماع دار الندوة في الوقت الذي خطط فيه المشركون لقتل النبي (ص) ففي الحديث عن عبد الله
بن عباس قال: لما أجمعوا لذلك واتعدوا أن يدخلوا في دار الندوة ليتشاوروا فيها في
أمره (ص) غدوا في اليوم الذي
اتعدوا له وكان ذلك اليوم يسمى يوم الرحمة، فاعترضهم إبليس في هيئة شيخ جليل، عليه
بتلة فوقف على باب الدار فلما رأوه واقفا على بابها، قالوا: من الشيخ؟ قال شيخ من
أهل نجد سمع بالذي اتعدتم له فحضر معكم ليسمع ما تقولون، وعسى أن لا يعدمكم منه
رأيا ونصحا، قالوا: أجل فادخل فدخل معهم.. الحديث رواه ابن إسحق وغيره.