قلت: لقد خشي على أن يفتن قومه، فيقولوا: تزوج ببنت متبناه.
قال: ولكن الله تعالى نهاه أن يخضع لتلك المخاوف.. لأن الله تعالى هو واضع الأسئلة.. وليس على رسول الله (ص) إلا البلاغ.
قلت: لقد وعيت هذا.. فبورك فيك.. ولكن ألا يستطيع هؤلاء المحجوبون بهذه الفتن أن يحتجوا يوم القيامة في محكمة العدل التي لا تضيع مثاقيل الذر؟
قال: فما يقولون؟
قلت: يقولون: يا ربنا.. لو أن نبيك لم يتزوج تسعة نساء.. ولم يغز بضعا وعشرين غزوة.. لكنا اتبعناه.
قال: فهل ترى في هذا حجة؟
قلت: هم يتصورون بينهم وبين أنفسهم أن في ذلك حجة.
قال: ليس الشأن في تصوراتهم.. بل الشأن في الحقيقة.. فالمتهم قد يرى نفسه بريئا.. ولكن الحقائق والبينات التي لدى القاضي هي التي تحدد البريء من المجرم.
قلت: فهل على هؤلاء أن يسحبوا اتهاماتهم حتى يتبصروا الحقائق؟