قلت: أبهذا
تبرر وجود الفتن التي تقف العقول دون إدراك أسرارها؟
قال: أجل..
ولكن هذا ليس تفسيري.. بل هو تفسير الله.. فالله هو الذي يختبر عباده ليتميز
الخبيث من الطيب.. لقد ذكر الله ما فتن به ثمودا، فقال:﴿
إِنَّا مُرْسِلُو الْنَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ ﴾
(القمر:27)
فقد كانت الناقة التي عمقت
إيمان المؤمنين فتنة للجاحدين.. فتميز الخبيث من الطيب.
قال: أجل..
وقد ذكر الله تعالى ذلك، منبها عباده إلى هذه الأنواع من الفتن، حتى يدخلوا كل شيء
عن بينة، قال تعالى:﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ
أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى
وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾
(الحج:11)
فقد أخبر الله تعالى أن في
إخباره عن عدد الملائكة الموكلين بجهنم كان فتنة للخلق، وكان تأثير هذه الفتنة
مختلفا على حسب قابلية كل شخص وتعامله مع إخبارات الله.