قلت: لو
كان الأمر كذلك ما كانت المسابقة مسابقة.. ولما كان الامتحان امتحانا.
قال: فهكذا
الفتن.. إنها نوع من تلك المسابقات.. ليتميز الصادق فيها من الكاذب.. ويتميز المحب
المخلص من المنافق الدجال.. ويتميز بائع نفسه لله من بائعها للشياطين.
قلت: فهل
لهذا صلة بذاك؟
قال: أجل..
فلو رأى الناس.. جميع الناس.. الحقائق بصورتها الكاملة التي يشتهونها ما بقي أحد
في الدنيا إلا وتعلق بها.
ثم التفت إلي، وقال: هل
تراهم يختلفون في التنافس على الحسناء التي تسفر عن كل جمالها؟
قلت: لا شك
أنهم لا يختلفون.
قال:
ولكنها إن حجبت بعض محاسنها.. أو ظهرت بصورة قد لا ترضي أهواءهم تراهم يرغبون
عنها.. بل قد يرمونها بالحجارة.
قلت: أجل..
فلا يبقى عند الامتحان إلا الصادقون.. وقد سبق أن قال الشاعر يعبر عن هذا:
وفي الأحبابِ
مختصٌ بوَجْدٍ
وآخرُ يدعي معها
اشتراكا
إِذا اشتبكَتْ
دموعٌ في خدودٍ
تبَّينَ من
بَكَى ممن تَباكا
قال: فطبق
هذا المثال على الفتن التي فتن الله بها عباده ليمحص الصادقين من الكاذبين
والطيبين من الخبيثين.