كان لإنشاد ولدي لهذه
القصيدة وقعا طيبا في نفسي.. وكأن الله ألهمه أن يقرأها في تلك الساعة ليسري عني
ما أصابني من ألم.
نهضت نشيطا، وقلت:
فليقولوا ما يشاءون.. ولينحجبوا بما يشاءون..
دعِ
الناسَ لا ترجُ الرضى عنكَ منهم
فليس
لإِرضاءِ العبيدِ سَبيلُ
إِذا
كنتَ مِقْداماً يقولونَ أَحْمقٌ
وإِن لم
تكنْ فظاً يُقالُ ذليلُ
وإِن
كنتَ جواداً يقولون مُسْرِفٌ
وإِن
أنتَ لم تُسْرِفْ يقالُ بخيلُ
ولا
تتهيبْ شرَّ ما أنتَ حاذٌق
ولا
تترقبْ خيرَ ما أنت آملُ
فخوفُكَ
لا يقصي الذي هو قادمٌ
وشَوْقُكَ
لا يُدْني الذي هو راحلُ
لكن الحزن عاد من جديد..
ولكن لا على هؤلاء.. ولا على الحبيب الذي أشرقت به الأكوان، وتعطرت به الأزمان..
فهو كالبحر لا تكدره الدلاء.. وإنما على أولئك البسطاء الذين لم يتح لهم أن يسمعوا
إلا للأصوات المكدرة بسب الحبيب، ولم يتح لهم أن يقرأوا إلا ما يحجب عنهم الشمس
التي لا حياة لهم إلا بها.
في غمرة تلك الأحزان التي
ألمت بي، ولم أجد ما يرفعها عني سمعت صوت الغريب