هناك أحد غير الله سبحانه
وتعالى يستطيع أن يسوى هذه المشكلة المصيرية؟
لقد وصلت بنا هذه الإجابة إلي مكانها الحقيقي من
التشريع والمشرع ؛ بعد أن استحال علينا المضي خطوة ما في ظلام الضلالة عن الهدي
الحقيقي.
أنه لا يمكن قبول إنسان حاكما ومشرعا للإنسان ؛ ولا
يتمتع بهذا الحق إلا خالق الإنسان وحاكمه الطبيعي :الله.
قال رجل منا: وعينا هذا.. ووعينا الدور الذي يمكن
أن يلعبه الدين فيها.. لكن التشريع لا يتوقف عند مصدره فقط..
قال خبيب: لقد بحثت في هذا أيضا.. وقد وجدت أن من
أهم الأسئلة لدي علماء القانون تحديد عناصر التشريع.. هل هي كلها إضافية، أو أن
هناك عنصرا أو عناصر أساسيةفي التشريع لا يمكن الاستغناء عنها في
أي دستور عند تعديله، أو تجديده أو تغييره؟.
لم يستطع خبراء التشريع الوصول إلي اتفاق في هذا
الصدد، رغم البحوث الطويلة التي أجريت في هذا الباب. وهم يسلمون نظريا بأنه لابد
من عنصر في التشريع يتمتع بالدوام والأبدية، مع عناصر أخري تتصف بالمرونة، فيمكن
الاستغناء عنها عند الضرورة.
ويرون أيضا أن افتقار الدستور إلي أحد العنصرين:
(الأبدي والإضافي) سوف يكون مصدر شقاء دائم للبشرية. وقد عبر عن هذه الحالة أحد
قضاة الولايات المتحدة الأمريكية، وهو القاضي كاردوزو بقوله: (من أهم ما يحتاج
إليه التشريع اليوم: أن نصوغ له فلسفة للتوفيق بين الرغبات المتحاربة حول ثبات
عنصر وتغير عنصر آخر)