لكنني ألححت عليه، فأخبرني أن هناك إشاعة
قد انتشرت في البلد بأنه قد حكم عليك بالإعدام، وأن أولئك المسلمين الذين كنت بين
أيديهم قد طلبوا فدية كبيرة لتخليصك..
ثم ابتسم، وقال: لقد كنت طيلة تلك الفترة
حديث الخاص والعام.. حتى المسؤولين الكبار تحدثوا عنك.. وقد وعد وزير حربنا بأن
يخلصك منهم من غير أي فدية.. ولعله الآن يتحدث عن البطولات التي قدمها جنوده لأجل
تخليصك.
قلت: ولكني كنت في غاية الأمان.
قال: إياك أن تكرر هذا.. نحن في حرب مع
أولئك.. ولا ينبغي أن يظهر للناس منهم إلا ما نريد أن نبديه.. ألا تريد لدين
المسيح أن ينتصر؟
قلت: وما علاقة ذلك بدين المسيح؟
قال: لا يمكن أن يقوم للمسيح دين في هذه
الدنيا.. وأولئك يحظون بأي سمعة.. إن أشعتهم أشعة حارقة لن تبقي معها أي دين من
الأديان ولا مذهب من المذاهب.
قلت: ولكن الحق يوشك أن يظهر.. وإن سترت
أنا فسيفضح غيري.
قال: لا تخف.. اسكت أنت فقط.. أما أولئك
فيوشك لدولتهم التي أسسوها أن تنقض.
قلت: كيف عرفت؟
قال: سأذهب بك غدا إلى المحل الذي سترى
فيه بعينك المصير الذي ستصير إليه دولة أولئك الدجالين.
في الغد سرت معه في دهاليز كثيرة إلى أن
وصلت إلى قاعة كبرى.. وهناك رأيت اجتماعا كبيرا، وقد تعجبت إذ رأيتهم مسلمين، بل
عربا يتناشدون الأشعار كما يتناشدها العرب، وقد