ولاشك أنكم عرفتم المدارس الكثيرة التي
تاهت وهي تبحث عن حقيقة الإنسان([15]).
قال رجل منا: كيف تقول ذلك؟.. والبشرية
لم تصل في تاريخها جميعا إلى مثل هذه الثروة المعلوماتية الضخمة التي استطاعت
البشرية أن تكتشفها في هذا العصر.
قال: إن أكثر هذه الثروة الضخمة يدل على
التيه أكثر من دلالته على الهداية..
قلنا: كيف ذلك؟
قال: لن أحدثكم عن رؤيتي في ذلك.. بل
سأنقل لكم كلام عالم كبير من علماء هذه الحضارة لا شك أنكم تعرفونه.. إنه الدكتور
ألكسيس كاريل.. لقد كتب هذا الدكتور كتاباً سماه (الإنسان ذلك المجهول).. وقد ضمنه
شهادة ضد هذه الحضارة المادية القائمة، لقتلها أهم خصائص الإنسان.
وقد أطلق في هذا الكتاب المهم صيحة مدوية
بالأخطار التي تهدد الجنس البشري من جراء الاعتداء على القوانين الطبيعية، التي لا
تدع المعتدين عليها بلا عقوبة؛ وأعلن جهل (العلم) بحقيقة الإنسان.. بل بأبسط حقائق
تكوينه الجسدي ذاته!
سأنقل لكم من كتابه هذا بعض ما قال..
لتدركوا مدى جهل الإنسان بحقيقته وطبيعته ووظيفته.. وهو الجهل الذي لا يتيح له أن
يضع الشريعة لنفسه.. فالشريعة علاج.. ولا يمكن للطبيب أن يعالج جسما لا يعرفه.
لقد قال في مقدمة كتابه هذا:( إن هدف هذا
الكتاب هو أن يضع تحت تصرف كل شخص مجموعة من المعلومات العلمية التي تتعلق
بالكائنات الحية في عصرنا.. فقد بدأنا ندرك مدى ما في
[15] ذكرنا كثيرا
من هذه المدارس في رسالة (سلام للعالمين) من هذه السلسلة.