responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدالة للعالمين نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 38
الدنيا.. ولا تلك المناصب الرفيعة.. ولا ذلك البهرج الكاذب.. كلهم أبوا إلا أن ينصروا شريعة ربهم.. الشريعة التي لن تتحقق العدالة إلا بها.

قالوا: أنت تعلم أنا من مذاهب مختلفة.. وكلنا له شريعته التي يدين بها.. والتي لا يرى العدالة إلا فيها.. فحدثنا عن هذه الشريعة التي نراك تقدم روحك رخيصة من أجلها.

ابتسم، وقال: شريعتنا عدل كلها، ورحمة كلها، ومصالح كلها، وحكمة كلها.. الشريعة عدل الله بين عباده، ورحمته بين خلقه، وظله في أرضه، وحكمته الدالة عليه وعلى صدق رسوله (ص) أتم دلالة وأصدقها، وهي نوره الذي به أبصر المبصرون، وهداه الذي به اهتدى المهتدون، وشفاؤه التام الذي به دواء كل عليل، وطريقه المستقيم الذي من استقام عليه فقد استقام على سواء السبيل فهي قرة للعيون، وحياة القلوب، ولذة الأرواح، فهي بها الحياة والغذاء والدواء والنور الشفاء والعصمة، وكل خير في الوجود فإنما هو مستفاد منها، وحاصل بها، وكل نقص في الوجود فسببه من إضاعتها، ولولا رسوم قد بقيت لخربت الدنيا وطوي العالم، وهي العصمة للناس وقوام العالم، وبها يمسك الله السموات والأرض أن تزولا، فإذا أراد الله سبحانه وتعالى خراب الدنيا وطي العالم، رفع إليه ما بقي من رسومها، فالشريعة التي بعث الله بها رسوله (ص) هي عمود العالم وقطب الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة([11]).

كان الرجل يتكلم بكل مشاعره.. وقد أثر في الحضور لأجل ذلك تأثيرا شديدا.. لكن بعض الجالسين قام، وقال: هذا إجمال يحتاج إلى تفصيل.. وهذه دعاوى تحتاج إلى دليل.

نظر إليه خبيب، وقال: صدقت.. لا يمكن أن يقبل الإجمال من دون تفاصيله.. ولا الدعاوى من دون دليلها.. وإن شئتم أن أذكر لكم من ذلك ما تقر به أعينكم فعلت.


[11] أشير به إلى قول معروف لابن القيم ، كتبه في (إعلام الموقعين)

نام کتاب : عدالة للعالمين نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست