ورأيتهم يعدون كل من
لا يؤمن بالشريعة الإسلامية كافرا، كما قال تعالى :﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ
الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
(آل عمران:85)
ورأيتهم يعتقدون أن أي حكم يخالف حكم
الإسلام هو من أحكام الكفر، يحرم عليهم أخذه.. كما قال تعالى:﴿ وَمَنْ لَمْ
يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)(المائدة: 44)
فلا يتأتى لمن يحمل مثل هذا الاعتقاد أن
يأخذ أي حكم من غير الإسلام.
كان هذا أول ما صد عني رياح هذه الشبهة..
قال ذلك، ثم التفت إلى الرجل، وقال: أما
كلمة (فقه) و(فقيه)، قد وردت في القرآن الكريم وفي الحديث الشريف قبل أن يكون
للمسلمين أي اتصال حضاري بتلك الشعوب.. فالله تعالى يقول:﴿ وَمَا كَانَ
الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ
مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا
رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) (التوبة:122)، والنبي (ص) يقول:( من يرد الله
به خيرا يفقهه في الدين)([97])
وأما قاعدة (البينة على من ادعى واليمين
على من أنكر).. فقد وردت في الحديث قبل اتصال المسلمين بغيرهم.. ففي الحديث، قال (ص): (البينة على
المدعي، واليمين على المدعى عليه)([98])
وفي حديث آخر: (لو يعطى الناس بدعواهم
لادعى ناس دماء قوم وأموالهم، ولكن البينة على المدعي، واليمين على من أنكر)([99])