قاطعه الرجل الذي له علاقة بالفقهاء،
وقال: كيف تقول ذلك.. وقد ورد في الحديث قوله (ص):( إنها ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها)
قالوا : يا رسول الله، كيف تأمر من أدرك منا ذلك؟ قال:(تؤدون الحق الذي عليكم،
وتسألون الله الذي لكم)([89])
قال الحسين: صدق رسول الله (ص).. وليس الشأن فيما
قال، ولكن الشأن في أن نفهم ما قال.
قال الرجل: فما الفهم الصحيح الذي تراه
لهذا؟
قال الحسين: لقد أمرنا رسول الله (ص) أن نطيع الولاة..
لأنه لا يمكن أن تنتظم أمور حياتنا من غير ذلك..
وهذه الطاعة قد يعترضها أحيانا ما يشوشها..
وهذا لا حرج فيه.. فالحاكم بشر.. وقد يخطئ وقد يصيب.. ولو أن كل حاكم أخطأ خطأ
بسيطا عزل وأهين لما قامت للولاية سوق.. ولصرنا نطلب من الله أن يرسل لنا أنبياء
ليحكمونا.
بالإضافة إلى أن الحقوق قد تلتبس..
فالبعض يتصور ما ليس له بحق حقا.. وطاعة ذلك تؤدي إلى محالة إلى سيطرة الأهواء ..
وسيطرة الأهواء لا تؤدي إلا إلى الفتنة.
بالإضافة إلى أن للأوضاع المختلفة
تأثيرها في تصرفات الحاكم.. وقد أشار رسول الله (ص) إلى ذلك في قوله:( إنما أنا بشر، وإنكم
تختصمون إلي، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، فأقضي له بنحو ما أسمع، فمن
قضيت له بحق أخيه فإنما أقطع له قطعة من النار) ([90])