responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عالم الذر نویسنده : الشیخ باسم الحلي    جلد : 1  صفحه : 88

فقه حديث: «الشقيُ من شقيٌ في بطن أمّه...»

ننبّه إلى أنّ هذا الحديث الشريف يضمّ نظاماً كاملاً من العقيدة؛ ولا يمكن تفسيره بتمام، أو الوقوف على مرافئه كنظام، من دون الإلمام، بكلّ ما وصلنا - في أركانه - عن سادة الأنام، نبيّنا محمد وأهل بيته الكرام :، ولا أقلّ من استيعاب أهمّ ما قالوه (صلوات الله عليهم)؛ إذ لا ينبغي الاغترار بالحديث الواحد والاثنين والثلاث...؛ فهذا استرواح منهيٌّ عنه، وهل حلّت المصائب إلاّ بهذا؟!!.

وأياً كان فإنّه تتبادر إلى الأذهان من هذا الحديث شبهة عظيمة؛ إذ كيف يجفّ القلم - عن علم الله تعالى - هكذا مع أنّ نتيجته الجبر؛ إذ أين اختيار العبد من كلّ هذا؟!!. بل ما الدليل على أنّ العبد كان مختاراً للطاعة، مستطيعاً لها، قادراً عليها..؛ مؤهلاً على اتّباع الرسل وتلاوة الصحف والكتب؟!!.

فإنّ ظاهر الحديث أعلاه أنّ السعادة والشقاوة، قد كتبتا على العباد في بطون الأمهات، في هذا العالم الأرضي وليس قبل ذلك.

قلت: وهو خطأ وقع في حفرته غير واحد من الأعلام، فلقد مضـى منّا أنّ تعلق الشقاوة والسعادة في بطون الأمهات، إنّما هو تعلّق تدبير وأسباب بتوسيط: )المدبرات أمراً( وهم الملائكة المدبّرون شؤون عالم الطين بإذن رب العالمين، فحتى الموت، قد قضـى الله تعالى أن لا يتحقق إلاّ بتوسيط عزرائيل 7، وكذا المطر والزرع وغير ذلك؛ إذ الغرض ابتلاء العباد هكذا، على ما أشرنا سابقاً..

إذ قد مضى صحيحاً أنّ القلم قد جفّ - عن علم الله تعالى - في عالم الذر والتقدير، قبل خلق الأصلاب والأرحام، بل قد مضى صحيحاً أنّ الله تعالى قد قدر مقادير الخلائق قبل خلق الدنيا بخمسين ألف سنة.

نام کتاب : عالم الذر نویسنده : الشیخ باسم الحلي    جلد : 1  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست