حديث: «الشقيُ شقيٌ في بطن أُمّه»

أقول: هذا من الأحاديث التي خبط فيها غير واحد، خبط عشواء، مع أنّ الأمر أيسر من ذلك لمن استقصـى الأخبار المسندة إلى نبينا محمد وآله الطيبين. ولقد اشتدّ العجب ممّن خاض في هذا الحديث، وهو بعدُ لم يستقص أخبار أهل البيت : كما يلزم الاستقصاء، في أخطر مسألة عرفتها عقائد السماء، ثمّ زعم انكسار القلم وتوقف الفهم..، والله المستعان..

حديث ابن مسعود

أخرج أهل السنّة كابن أبي عاصم في كتابه السنّة، قال: حدثنا محمد بن المثنى (الزمن ثقة ثبت خ م)، ثنا يحيى بن سعيد القطان (الإمام، فوق الوصف، خ م)، ثنا الأعمش (الإمام سليمان بن مهران، ثقة خ م)، ثنا زيد بن وهب (الإمام القرشي، فوق الوصف خ م)، ثنا عبد الله بن مسعود، ثنا رسول الله، وهو الصادق المصدوق، قال:

«إنّ أحدكم يجمع خلقه في بطن أمّه أربعين يوماً، ثمّ يكون علقة مثل ذلك، ثمّ يكون مضغة مثل ذلك، ثمّ يرسل الله تعالى إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أم سعيد، فو الذي لا إله غيره إنّ أحدكم ليعمل عمل أهل الجنة، حتى ما يكون بينه وبينها إلاّ ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النّار، وإنّ الرجل ليعمل بعمل أهل النّار حتى ما يكون بينه وبينها إلاّ ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل عمل أهل الجنة فيدخل الجنة».

أقول: إسناد صحيح.