فقال له أمير المؤمنين 7: «كذبت».

قال الرجل: بلى والله إنّي أحبّك وأتولاك، فكرّرَ ثلاثاً.

فقال له أمير المؤمنين 7: «كذبتَ، ما أنت كما قلت؛ إنّ اللهَ خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام، ثمّ عرض علينا المحب لنا؛ فوالله ما رأيت روحك فيمن عرض، فأين كنت»؟!. فسكت الرجل عند ذلك ولم يراجعه([173]).

قلت: إسناده صحيح؛ رجاله ثقات موثقون، ولا أقل من إجماع العصابة على تصحيح ما يصحّ عن الحسن 2.

قال علم الطائفة في وقته السيد علي الطباطبائي (رضوان الله عليه) ما حاصله أنّ: ضعف الراوي منجبر برواية الحسن بن محبوب عنه، لإجماع العصابة على تصحيح ما يصح عنه([174]). وصالح بن سهل موثق، وما ورد في تليينه عن ابن الغضائري، ليس بشيء؛ لعدم ثبوت ذلك، كما جزم السيد الخوئي 1 وغيره، وهو الحق الحقيق بالاتباع.

وننبه أنّه قد اختلط على بعض الأعلام أنّ صالح بن سهل الذي يروي عنه ابن محبوب كما في الرواية أعلاه، هو عينه صالح بن محمد بن سهل الهمداني، وهذا سهو منهم؛ فالذي يروي عنه ابن محبوب، من أصحاب إمامنا الصادق 7 كما هو جليّ واضح، وأمّا صالح الهمداني فمن أصحاب إمامنا الجواد 7 غيره.