responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإتحاف في خطر الإشاعة و الإرجاف نویسنده : الشیخ باسم الحلي    جلد : 1  صفحه : 7

أخطر ما في الإشاعة الخطيرة!!

ربما يناقش جلّ العلماء والمفكّرين مضمون الإشاعة على أنّها فلسفة، أو عقيدة دينيّة، أو أدب، أو تاريخ، أو بايلوجيا، أو سايكولوجيا، أو سسيولوجيا أو...، من دون أدنى التفات منهم إلى أنّها مجرّد إشاعة يراد منها زعزعة الفكر الإنساني، واضطراب البشر، وهذه هي قاصمة الظهر..

ففرق عظيم بين أن نحاكم ما هو مطروح على أنّه في مبدء أمره مجرّد إشاعة باطلة لا مكان له سوى سلّة المهملات وتوالي اللعنات.. وبين أن نناقشه ـ غفلةً عن كونه مجرد إشاعة ـ على أنّه فكر، أو فلسفة، أو دين، أو أدب سام، أو فنّ راق، أو غير ذلك ممّا له قيمة إنسانيّة..

فالداهية في الفرض الثاني؛ فرض الغفلة والاستغفال، هو قدرة الإشاعة على جعل الباطل مع الحقّ رأساً برأس في ميدان الشرف، والجهل قرين العلم في روضة المعرفة، والخطأ كالصواب في ميدان الاحترام، ورصيد الشكّ كرصيد اليقين في خزانة الحكمة، يتساويان لا يتفاضلان، والأمثلة في التاريخ الإنساني لا تحصيها مجلّدات كبار، حسبك ما نتج في صفّين عن إشاعة الاحتكام إلى كتاب الله بسبب رفع المصاحف..

وبعبارة ثانية؛ فالإشاعة على الفرض الأوّل، ومهما كانت خطيرة، لا أثر لها كبيراً في زعزعة الفكر الإنساني، فحتى العقول المتوسطّة تأبى بالفطرة الانصياع للإشاعات بعد الالتفات إلى أنها كذلك، وليس الأمر كذلك على الفرض الثاني.

نام کتاب : الإتحاف في خطر الإشاعة و الإرجاف نویسنده : الشیخ باسم الحلي    جلد : 1  صفحه : 7
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست