نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي جلد : 1 صفحه : 50
الغايات
على قسمين: حقيقيّة وإضافيّة.
يجب إلفات النظر إلى أنّ الغاية القصوى من مجموع الغايات
الآنفة؛ هي بسط الله تعالى الرحمة على الخلق جميعاً في عالم الآخرة؛ إذ الغايات
على قسمين:
القسم الأوّل: الغاية القصوى.
وهي الغاية الحقيقية المحضة، وهي غاية الغايات، وليست هي
غير بسط الفضل والرحمة لعامّة الخلق دون استثناء.
القسم الثاني: الغاية الإضافيّة.
وهي وإن كانت غاية، إلاّ أنّها وسيلة بالإضافة لما فوقها
ممّا يتوسّل بها إليه؛ فالعبادة في دار الدنيا غاية تامّة لله تعالى؛ وفي نفس
الوقت هي وسيلة لنيل الغاية القصوى وهي الرضوان والرحمة والنعيم في الدار الآخرة؛
إذ الثانية متوقّفة على الأولى توقّف المعلول على علّته التامّة، على ما قضى الله
تعالى، لذلك أضحت العبادة وسيلة من هذه الجهة، وغاية من تلك الجهة.
فغاية الله تعالى القصوى من الخلق هي الرحمة بخلقه؛ لكن
لما كان الخلق في علم الله تعالى وتقديره، متفاضلين في الدرجات، تعيّن بمقتضى
العدل أن يبلوهم – في دار الفناء والشقاء - أيّهم أحسن عملاً، وهي الغاية
الإضافيّة؛ فهي بالنسبة لعالم الدنيا غاية تامّة لا كلام في ذلك، وفي نفس الوقت هي
لعالم الآخرة وسيلة لمعرفة أيّ الخلق أحسن عملاً، أوّ أيّهم أكثر استحقاقاً لرحمة
الله تعالى وفضله، وسيأتي أنّ العذاب وإن كان في نفسه نقمة، إلاّ أنّه بالنظر
للغاية القصوى رحمة.
نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي جلد : 1 صفحه : 50