responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي    جلد : 1  صفحه : 48

تباين الأسباب والغايات

هذه الأسباب متباينة فيما هو واضح؛ لذلك فغاياتها متباينة أيضاً، وإن اتّحدت نتائجها أحياناً..، ويلزم بيان هذا بمثال؛ ليسهل فهمه، كالآتي:

فالقتل على سبيل المثال؛ ذاك الحاصل عن تسلّط الطغاة الظالمين على رقاب النّاس، هو أبرز مصاديق المحن والمصائب والشدائد كما هو معلوم..

وهو: بالنسبة للمذنبين؛ ممّن لا يحبّهم الله؛ لخبثهم، عذاب في الدنيا قبل الآخرة.

وهو بالنسبة لعامّة المكلّفين، اختبار؛ كسحرة فرعون؛ فمنهم من فاز وآمن، ومن هم من خاب وخسر.

وهو بالنسبة للمؤمنين المذنبين ممّن يحبّهم الله؛ لطيب أصلهم، تطهير.

وهو بالنسبة لسيد الشهداء الحسين ؛ رفع درجات..؛ منها: شفاعته لزوّار قبره المقدّس وعامّة محبّيه.

وهو بالنسبة لمن أعرض عن ذكر الله تعالى؛ إرجاع إليه تعالى.

بلى يمكن اجتماع سببين أو ثلاثة في واقعة واحدة، لكن من حيثيتين مختلفتين أو أكثر؛ فالقتل في كربلاء كان للحسين - أرواح العالمين له الفداء - رفع درجة.

ومن حيثيّة أخرى هو: اختبار لأصحابه.

ومن حيثيّة ثالثة ترتّبت على الثانية طولياً: تطهير تكويني مطلق لكلّ أصحابه، وأجلاها ما حصل للعبد جون والحرّ أرواحنا لهما الفداء.

ومن حيثيّة رابعة: فالحسين صلوات الله عليه نعمة قدسيّة عظيمة لا يستحقّها أهل الأرض؛ لذنوبهم، فرفعه الله تعالى إليه بهذا البلاء.

نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست