نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي جلد : 1 صفحه : 35
المفهوم الثالث
الفتنة
وأمّا الفتنة فهي: ما يقع به اختبار حال الشيء، كما في قوله تعالى: وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ([60])، وقوله تعالى:وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ([61]) وقوله عز وجل: ﴿وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُون﴾([62]).
من هنا يتضح الفرق بين الفتنة والبلاء، فالبلاء هو: الامتحان والاختبار.
وأمّا الفتنة، فهي موضوع الاختبار، أو: الأمر الذي يقع به الاختبار؛ كالمال والولد والمرض والمنصب وغيرها.
حسبنا - لزيادة التوضيح - قوله تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَـيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالجوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِين([63]) فهو نص ظاهر فيما نحن فيه.
فقوله تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشـَيْءٍ يوضّح أنّ الاختبار لا يمكن تحققه من دون هذا الشيء الذي هو تارةً الخوف، وأخرى الجوع، وثالثاً نقص الأموال، ورابعاً الأنفس، وخامساً الثمرات وغير ذلك ممّا هو معروف، بل منصوص عليه في كتاب الله تعالى.