responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي    جلد : 1  صفحه : 164

هل يمكن دفع قهر الطبيعة بالعلم؟

قد يتصور البعض إن بإمكانه التغلب على هذه البلايا والمصائب العامة بما يملكه من الأسباب، فيظن أن التقدم فيما يسميه حضارة وعلماً سيغلب به طبيعة الكون.

فإذا تقدم في العلم وتجهز بالحيل الفكرية فله أن يبارزها ويتخذ وسائل كافية في دفع قهرها وإبطال مكرها كما اتخذ اليوم وسائل تكفي لدفع القحط والجدب والوباء والطاعون وسائر الأمراض العامة السارية، وأخرى تنفي بها السيول والطوفانات والصواعق، وغير ذلك مما يأتي به طاغية الطبيعة، ويهدد النوع بالهلاك.

قتل الإنسان ما أكفره! أخذه الخيلاء فظن أنه بما يملك من العلم وباقي الأسباب قادر أن يقف بوجه سنن الكون، ويبطل عزائمها، ويقهرها على أن تطيعه في مشيته، وتنقاد لأهوائه، وهو أحد أجزائها المحكوم بحكمها.

وقد تقدم غير مرة إننا لا ننكر تأثير الأسباب الأخرى، وإن المعرفة الدينية لا تروم أن تبطل نسبة الحوادث العظام إلى أسبابها الطبيعية وتضع زمامها في يد صانعها.

فالله عز اسمه ليس سبباً في عرض الأسباب، وعلة في صف العلل المادية والقوى الفعالة في الطبيعة بل هو الذي أحاط بكل شيء، وخلق كل سبب فساقه وقاده إلى مسببه وأعطى كل شيء خلقه ثم هدى ولا يحيط بخلقه ومسببه غيره فله أن يتسبب إلى كل شيء بما أراده من الأسباب المجهولة عندنا الغائبة عن علومنا.

بعبارة أخرى إن هناك أسباباً غيبية ومادية أخرى غير هذه الأسباب فيسوق الكون بها، وحينئذ لا تنفعهم هذه العلوم والحيل التي تدرعوا بها فتمنعهم عن قضاءه، فيما لو استحقوا العقوبة.

نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي    جلد : 1  صفحه : 164
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست