إشكال ودفع

قد يتوجه على الكلام الذي ذكرناه إشكال حول تفسير الأعلم بهذه الكيفية:

أما الإشكال: فهو إن تفسير الأعلم بهذا الشكل وأنه من تكون فتواه أقرب الى إصابة الواقع لا يمكن أن يطّلع عليه أحد إلاّ المولى تبارك وتعالى، فالأعلمية متعذرة فيكون اشتراطها لغواً؟

والجواب:

إن معرفة الأعلم من بين الفقهاء ليس بالأمر المتعسر باعتبار إن تشخيصه منوط بهم حصـراً لأن الأعلمية من الموضوعات الفنية الصناعية التي تدور مدار الخبرة والممارسة، فالتباني العقلائي قد حكم في تشخيص مثل هذه الأمور الى من لهم القدرة على تمييز الخبير من غيره والأشد خبرة من غيره في مجال إعمال خبرته، فهم يستطيعون تمييز الأعرف بقواعد الأحكام والمدارك للمسألة والأكثر اطلاعاً والأجود فهماً للأخبار والأدق في النظر والاستدلال، والأجود