إلاّ أن هذه الآيات الكريمة أجنبية عن المقام، باعتبار ان ما نحن بصدده هو التقليد في الأحكام الفرعية وماهي وظيفة العامي الغير متمكن من معرفة الحكم الشرعي وهذه الآيات الكريمة إنما وردت في ذم التقليد في الأصول أي أصول الدين، حيث كان الأبناء يتبعون الآباء في عقائدهم، وهذا الأمر كما هو واضح يخالف الفطرة، لأنها حاكمة بوجوب رجوع الجاهل الى العالم أما التقليد من هذا النوع فهو رجوع الجاهل الى الجاهل، وهو كما ترى كالأعمى الذي يقود أعمى مثله، والذم الوارد في الآيتين المباركتين هو بخصوص هذا المورد،