ومعنى قوله : «ويقدم الرّكْب فيقول إلى من أوصى فلان؟!. فيقال: إلى فلان» أي معرفة النّاس الإجماليّة بمن هو أهل للإمامة؛ كونه يحمل بعض خصائصها التكوينيّة؛ كالعلم والهيبة والوقار والشجاعة وأنّه من أهل البيت عليهم الصلاة والسلام و... .

يشهد له ما رواه الصفّار قال: حدثنا محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن حماد بن عيسى، عن أبان، عن الحسن بن أبي سارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: «السلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل، إذا وضع التابوت على باب رجل من بني إسرائيل علم بنو إسرائيل إنّه قد أوتيَ الملك، فكذلك السلاح حيث ما دارت دارت الإمامة » ([372]).

قلت: إسناده صحيح.

يشهد له أيضاً ما رواه الصفّار قال: حدثنا أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن أبي جميلة، عن محمد بن الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «الإمام يعرف بثلاث خصال: إنّه أولى الناس بالذي كان قبله، وعنده سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله، وعنده الوصية، وهو الذي قال الله تعالى: إن الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى أهلها والسلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل يدور الملك حيث دار السلاح كما كان يدور حيث دار التابوت» ([373]).

قلت: حديث صحيح، وهذا الإسناد صحيح على الأقوى، رجاله ثقات سوى أبي جميلة، فمتكلّم فيه، وهو ، أي الكلام فيه ، اجتهاد مرجوح؛ فقد روى عنه من لا يروي إلاّ عن ثقة.

[372] بصائر الدرجات (ت: حسن كوجة باغي): 202. مطبعة الأحمدي، طهران.

[373] بصائر الدرجات (ت: حسن كوجة باغي): 200. مطبعة الأحمدي، طهران.