قلت: لاحظ خبط الذهبي وعناده؛ فهلاّ ذكر لنا الذهبي من هو الوضّاع الكذّاب في الإسناد ، مع أنّ كلّهم ثقات وممدوحون ؟!. كبرت كلمة تخرج من أفواههم.

وأياً كان فلأصل الحديث شاهد صحيح، وهو طريق عبد خير الآنف..؛ لم يعرض له الذهبي، ولعلّه جَهِله كما جهل حديث الغدير، أو تجاهله عمداً.

عدا هذا؛ فثمّة شاهد حسن آخر..؛ فهاكه..

الطريق الثالث: سعيد بن حبير عن ابن عبّاس

قال ابن حجر في الفتح: أخرجه الطبري – بإسناد حسن - من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية وضع رسول الله يده على صدره وقال: « أنا المنذر، وأومأ إلى عليّ، وقال: «أنت الهادي بك يهتدي المهتدون بعدي» ([283]).

قال الثعلبي(427) في الكشف والبيان جازماً: وروى عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس بلفظ: «فأنت الهادي يا عليّ، بك يهتدي المهتدون من بعدي»([284]).

قلت: هذا، بملاحظة جزم الثعلبي، طريق حسن، ولعلّه مقصود الحافظ ابن حجر أعلاه.

[283] فتح الباري 8: 375.

[284] الكشف والبيان (ت: ابن عاشور) 5: 272. دار إحياء التراث العربي، بيروت.