مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم ..

وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين ، واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين ، وسلّم تسليماً كثيراً ..

لم نجد أحداً من أهل القبلة ، حقّق –تحقيقاً تامّاً مقارناً- في حال المختار بن أبي عبيد الثقفي ، بالنظر لقواعد الفريقين ، في الجرح والتعديل .

لذلك فأغلب التصوّرات المطروحة في حاله ، خلطٌ في خبط ؛ كونها لم تعتمد تحقيقاً تامّاً في ضوء هذه القواعد ، ولا أدلّةً شرعيّةً حجّة في بيان الحال ، ولا قرائنَ تاريخيّة معتبرة في المعالجات ..

وإنّما المطروح خليطٌ من الأخبار ، جلّها غثٌ ، لا يصلح للاعتماد والاعتبار..، بلى فيها ما يصلح ، ممّا هو معيارٌ من الأخبار ، وميزانٌ في الاعتبار ، كافٍ وافٍ لأهل النظر فيما سنرى ، وهو ما عرض له كتابنا المتواضع هذا بالتحقيق والتمحيص حسب قواعد النظر .

وما يبعث على السرور أنّ شعبة البحوث والدراسات التابعة لقسم الشؤون الدينية في العتبة الحسينيّة المقدّسة عظّمها الله تعالى ، أخذت على عاتقها، ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً ، أن تكون جلّ البحوث الصادرة عنها ، منزّهة عن كلّ غث ، مبرّئة من كلّ خطل ، مجانبة للهزل ، موافقة للقرآن والسنّة وسيرة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام، لا تنافي ثوابت أهل الحقّ ، ولا ما هم عليه من شهرة إطمئنانيّة ..