الثانية : بين وفاتي السدي (127هـ) ورفاعة (66هـ) واحدٌ وستون سنة ؛ والسماع مستبعد جدّاً ، سيما مع جهالة تاريخ مولد السدي .

على أنّ السدي ولد في الحجاز فيما هو مقطوع ، فهو حجازي ، ورفاعة كوفي ، بلى سكن السدي الكوفي من بعدُ ، فاحتمال الرواية عنه مباشرة بعيد .

وقد أظنّ قوياً أنّ كلّ مرويات السدّي عن رفاعة ومن في طبقته ، كذبٌ وتدليسٌ ، وإنّما هي بواسطة، فلاحظ هذا.

الثالثة : السدّي وإنْ نفى عنه البأس غير واحد ، لكن جماعة من جهابذة النقد السنّي ضعّفوه .

قال ابن حجر في التهذيب : قال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال ابن معين : إبراهيم بن مهاجر والسدي : ضعيفان . وقال مرّة : متقاربان في الضعف. وقال عبد الرحمن بن المهدي : ضعيف . وكذا قال العقيلي. وقال الساجي : صدوق فيه نظر . وقال أبو زرعة الرازي : ليّن ([184]).

قلت : فالجزم بحسن حاله مطلقاً ، مشكل حسب القواعد .

الرابعة : تدليس اسم رفاعة ، كما سنبيّن .

الزبدة : الحديث موهون الإسناد بمجموع ما ذكرناه ، لا تقوم به حجّة .

وثمة طريق آخر عن زيد بن أرقم أخرجه الطبراني قال : حدثنا موسى بن هارون، ثنا أميّة بن بسطام، ثنا معتمر بن سليمان، أنا ثابت بن زيد بن أرقم، عن

[184] تهذيب التهذيب 1 : 313، رقم: 572 . دائرة المعارف النظاميّة ، الهند .