فقلت : أيها الأمير ، دخلت في سفرتي هذه ، منصرفي من مكة ، على علي بن الحسين عليهما السلام فقال لي : «يا منهال ، ما فعل حرملة بن كاهلة الأسدي»؟! فقلت : تركته حياً بالكوفة؟!. فرفع يديه جميعاً فقال : «اللهم أذقه حرّ الحديد ، اللهم أذقه حرّ الحديد ، اللهم أذقه حرّ النّار» .

فقال لي المختار : أسمعت عليّ بن الحسين عليهما السلام يقول هذا؟!. فقلت : والله لقد سمعته قال ، فنزل عن دابته وصلى ركعتين فأطال السجود ، ثمّ قام فركب ، وقد احترق حرملة ، وركبت معه وسرنا ، فحاذيت داري ، فقلت : أيّها الأمير ، إنْ رأيت أن تشرفني وتكرمني وتنزل عندي وتحرم بطعامي .

فقال المختار : يا منهال ، تعلمني أنّ علي بن الحسين دعا بأربع دعوات ، فأجابه الله على يديَّ ، ثمّ تأمرني أن آكل ، هذا يوم صوم شكراً لله عز وجل على ما فعلته بتوفيقه .

قال الطوسي 1: حرملة : هو الذي حمل رأس الحسين عليه السلام ([133]) .

قلت : رجاله إلى الحسن ، وهو من أصحاب الإجماع ثقات ، سوى النَّهدي فلم أعرفه ، فلينظر .