وثانياً:
الكلام الذي نقله بن حماد لم ينقله عن أحد المعصومين إنما نقله عن أرطاة، وأرطاة
هذا هو ابن المنذر السكوني وهو من رواة العامة، فلو جاءنا أرطاة هذا بشخصه وأخبرنا
بأبسط الأمور ما كنا لنصدقه ونأخذ عنه، فكيف بأخذ العقائد من رواية نقلت عنه عبر
عشرات الرجال؟!
ثم هناك خطأ وقع فيه
المسكين المدعو (أحمد الحسن) حيث أنه ذكر هذا الكلام وتصور أن قائله هو (أمير
الغضب)، مع أن هذا الكلام هو لأرطاة وعرف فيه (أمير العصب)، فقال: إنه ليس من ذي
ولا ذهو... الخ.
وكذلك فإن المدعو
(أحمد الحسن) أخطأ أيضاً في تسميته فذكره بإسم (أمير الغضب)، مع أنه في الأصل
(أمير العصب)، إلا أنه حصل خطأ في إحدى طبعات (الملاحم والفتن) فنقل المدعو (أحمد
الحسن) الخطأ كما هو ولم يصححه، وهذا يدل على عدم عصمة الرجل، بل عدم علمه وقلة اطلاعه.
وأخيراً هناك جريمة
أخرى ارتكبها المدعو (أحمد الحسن) في نقله لهذا الكلام حيث إنه بتر الرواية وهناك
تكملة لها لم ينقلها، لأنها لا تتلائم مع ما يدّعي، وهو المقصود من (العصب)، حيث
بينت الرواية أنهم: (أهل اليمن ومن تبعهم من سائر الذين أخرجوا من بيت المقدس).
فالرواية تقول: إن أميرهم هو من يُنادى ببيعته، ونحن نقول: كذبوا فالذي يُنادى
ببيعته في السماء هو الحجة بن الحسن العسكري f))،