أولاًـ اختلاف ألفاظ الحديث.

إن هذا الحديث قد نقل بألفاظ متعددة ومختلفة بزيادة في لفظ وخلوه منها في آخر، ولا يهم هنا التعرض لذلك تفصيلاً وإنما نقتصـر على اختلاف واحد فيه، له ارتباط مباشر في تغيّر معنى الحديث وقلبه رأساً على عقب وهو الاختلاف الإعرابي في لفظ أبي بكر وعمر، فهل جاءا في الحديث مرفوعين (أبو بكر وعمر) أو منصوبين (أبا بكر وعمر) أو مجرورين (أبي بكر وعمر)؟

روي الحديث على هذه الصيغ أجمع، ولا شك أن هذا الاختلاف اللفظي ذو صلة مباشرة بمعنى الحديث.

فعلى قراءة الجر المعهودة (اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر) فيمكن حينئذ أن يورد الحديث في المقام ويرد عليه ما مر وما سيأتي من نقد!