إنّ هذا الكتاب قد أُعدّ لعامة القرّاء الكرام الذين يطلبون الحقيقة، وقد أعرضنا فيه عن الخوض في الأبحاث البعيدة عن حاجتهم، كبعض الأبحاث الجانبية التي لا تمت إلى هذا الموضوع بصلة وتجنبنا ذكر العبارات المعقدة، والمواضيع التي اختلف فيها وتحتاج كتاباً مستقلاً، وأمثال ذلك.

وقد أوضحنا فيما تقدم أن الحكمة الإلهية قد اقتضت عدم ذكر أسماء الأئمة (عليهم السلام) في القرآن الكريم حفظاً له من التحريف والتغيير على يد الحاقدين، وإيكال تسميتهم والاشارة اليهم وتعيين مناصبهم إلى خاتم الأنبياء والمرسلين (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي هو عِدْل القرآن الكريم بمقتضى قوله تعالى: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ)[85].

وهذه الحقيقة تقطع الطريق على من يدعي بطلان عقيدة الإمامة بسبب عدم وجود النص عليهم أو على بعضهم، وقد أثبتنا في طيات هذا البحث أن المدعي لعدم وجود النص لعدم ذكر أسمائهم صريحة ـ لو سلمت نيته ـ فإنه ضعيف الاطلاع

[85]) سورة النجم: 3-4.